المجلة | آيـــة |{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }
ما أغرب حال الإنسان، وما أكثر ما ينكر نعم الله عليه رغم أنها فوق الحصر، ورغم أن هذه النعم أمامه في كل لحظة، وتحيط به في كل مكان، في البر، وفي البحر. وتعرض لنا هذه الآية حال الإنسان _مؤمنا كان أو كافرا_ حينما يحيق به خطر داهم يعجز عن دفعه أو الفرار منه ويوقن معه بالهلاك المحقق، فساعتها يشعر الإنسان بحاجته إلى قوة عليا مسيطرة, أقوى منه، وأقوى من الخطر الداهم الذي يحيط به، قوة تنجيه مما هو فيه، وحينئذ يلجأ الإنسان إلى مولاه وخالقه ، فيدعوه بإخلاص وصدق ، مظهرا ضعفه ومسكنته بين يديه لكي يخلصه من هذا الكرب العظيم، بل يعاهد الله عز وجل أنه لو أنجاه فإنه سيسير على صراطه المستقيم ولن يعصيه أبدا. وتصور لنا الآية الكريمة ذلك بأناس ركبوا في سفينة، فأرسل الله عليهم ريحًا طيبة ففرحوا بها واطمأنوا إلى سهولة السير في البحر؛ ثم ما لبث أن تحول الوضع من ريح طيبة هادئة إلى ريح عاصفة شديدة ليس فيها نفع بل الغالب عليها الاختبار والامتحان من الله عز وجل لهم؛ وليت الأمر اقتصر على هذه الريح بل جاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم قد أحيط بهم فماذا يصنعون وإلى من يتوجهون؟ على الفور توجهوا لله رب العالمين وأخذوا على أنفسهم العهود والمواثيق { لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}. فاستجاب الله لدعائهم وكشف عنهم ما هم فيه من البلاء ثم سرعان ما تحول الأمر، فبعد أن أنجاهم إلى البر عادوا إلى البغي والعصيان ونسوا ما كانوا من كرب: { فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}. وهذا هو حال من ينكر نعم الله عليه فالله عز وجل يرد عليهم بقوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي تمتعوا متاع الحياة الدنيا ثم يوم القيامة تنالون عقابكم، وينبئكم ربكم بما كنتم تعملون.

المزيد